كيف يطلع شكلك حلو وأسلوبك يفتح النفس واحترافي بأقل مجهود يذكر قبل أول اتصال..
تلقيت الليلة اتصال متأخر من شخص لا أعرفه حوالي الساعة 11 مساءً، يرغب في مناقشة فرصة عمل تعاون مشترك معه. فضلاً عن الوقت الغريب، لم يبادر الشخص بالتعريف بنفسه ولا كيف حصل على رقمي. هذا التصرف من المتّصل يترك انطباع سلبي يمنع المرء من أخذه بشكل جدي، ويجعل الواحد يميل لتصريفه بسرعة. هذه طريقتي الشخصية التي استخدمها عند التواصل مع شخص لأول مرة بخصوص شيء في عالم الأعمال:
١- أول تواصل يكون عبر رسالة جوال وليس رسالة واتساب أو اتصال
لا يوجد بيني وبين الطرف الثاني علاقة خاصة تسمح لي بالاتصال به أي وقت وفجأة. ربما يكون مشغول في عمل، أو في عزاء، أو في مناسبة خاصة، أو وقت روقان. لذلك من الأفضل البداية برسالة جوال تقليلاً لمخاطرة أن اتصل به في وقت لا يكون مناسب بالنسبة له. لماذا رسالة SMS في أول مرة وليست رسالة واتساب؟ لأن واتساب أكثر خصوصية، ومراسلته عبر واتساب أول مرة ربما يترك عنده انطباع سلبي بأنني أرغب في التأكد متى شاهد رسالتي وأنني أنتظر تفاعله وكذا. رسالة جوال أول مرة، وإذا بنيت علاقة تعارف فربما ننتقل إلى واتساب وتليجرام ورسائل داريكت تويتر وسنابشات حتى..
٢- كتابة رسالة قصيرة مفيدة تترك انطباع إيجابي وتشجعه على التفاعل والرد
الرسالة تحتوي على ثلاثة أمور: مقدمة ومتن ونهاية، وتهدف للتمهيد للاتصال (وليس شرح سبب التواصل بالكامل)، لذلك الاختصار المفيد مهم. يجب أن تجيب رسالتي على أمور مثل:
- من؟ لا أريد أن أتكلم مع مجهول أو شخص أبحث عن اسمه في تطبيقات مثل نمبربوك وغيرها. من أنت؟
- كيف؟ من أين حصلت على رقمي؟ هناك فضول يتملكني لأن رقم جوالي من الأمور الخاصة بي وليس معلن عنه في كل مكان. فمن الأفضل أن تعطيني خبر مقدماً من أعطاك رقمي، وإذا كان شخص أعرفه وأتذكر وأحترمه وربما صديق، فذلك شيء إيجابي لأني سيشجعني أكثر على الرد عليك.
- لماذا؟ ماذا تريد؟ من الجيد أن أعرف مقدمة عن الموضوع. السبب في الغالب لا يخرج عن:
1- رغبتك في مناقشة فرصة تعاون مشتركة معنا، يربح منها الطرفين.
2- رغبتك في بيع شيء أو تقديم خدمة.
3- طلب مشورة خاصة والإجابة على استفسار لديك.
مثال #1
صباح الخير أ. محمد،
معك خالد عبدالله، حصلت على رقم شخصكم الكريم من د. سالم علي في جامعة الملك سعود. أعمل في شركة الخدمات المتميزة كمطور أعمال، أحببت التواصل بخصوص مشروع نعمل عليه ونعتقد أن هناك فرصة تعاون مشتركة جيدة معكم تستحق النقاش.
سأكون سعيد بمعرفة متى يسمح وقتكم الكريم لإجراء مكالمة مختصرة بكم للتشرف بالتعارف وشرح الموضوع.
خالد عبدالله
مثال #2
مساء الخير أ. سعيد،
معك خالد عبدالله، حصلت على رقم شخصكم الكريم من سلطان محمد (أبو نايف). أعمل مع أصدقاء منذ شهور على مشروع جديد، أحببت التواصل بخصوص استشارتكم في جوانب معينة نعتقد أن رؤيتكم تضيف وتختصر لنا الكثير حولها.
سأكون سعيد بمعرفة متى يسمح وقتكم الكريم لإجراء مكالمة مختصرة بكم للتشرف بالتعارف والاستفادة من خبرتكم.
خالد عبدالله
مثال #3
السلام عليكم أ. حاتم،
معك خالد عبدالله، حصلت على رقم شخصكم الكريم من بروفايلك في لنكدإن. أحببت التواصل بخصوص عرض خدمة جديدة لدينا في شركة الأفضل العالمية نؤمن أنها ستساهم في تسهيل عملكم بشكل جذري في إدارتك الخاصة.
سأكون سعيد بمعرفة متى يسمح وقتكم الكريم لإجراء مكالمة مختصرة بكم لعرض الموضوع والتشرف بالتعرف عليكم.
خالد عبدالله
٣- الانتظار 24 ساعة قبل الاتصال
في أغلب الظن سيقوم الطرف الثاني بالرد على رسالتك وتحديد وقت مناسب للاتصال. هذا الرد يجعلك في موضع جيد، لأنك تعلم مسبقاً أنه يعلم مسبقاً لماذا ستتصل به، فبالتالي ربما يعطيك عند الاتصال وقت أطول من المطلوب في الأصل بالإضافة إلى أنه سيكون جاهز ومرتاح. إذا لم يرد الطرف الثاني على رسالتك، فمن الجيد أن تتصل به بعد مرور 24 ساعة إلا إذا كان الموضوع عاجل جداً ولا يحتمل التأجيل. أحياناً يقرأ الطرف الثاني الرسالة وينسى يرد لأنه كان مشغول. فعندما تتصل به بعد يوم سيشعر بالندم لأنه نسي الرد عليك، وغالباً سيعطيك مساحة وقت جيدة كتعويض.
الطرف الثاني في الغالب هو صاحب الفضل بقبوله استقبال اتصالي والحديث معي ومنحي بعض وقته وتركيزه بغض النظر عن سبب التواصل. لذلك ومن باب التقدير والاحترام، وكذلك للحصول على أفضل نتيجة من المكالمة، يجب أن أترك له حرية اختيار الوقت المناسب لكي اتصل به.
المبادرة بالاتصال بدون منحه هذا الحق هو مثل فرض نفسي عليه. هناك من يجامل ويستمع ويحاور حتى يخلص من المكالمة، وهناك من يعتذر بأن الوقت غير مناسب ويقول بأنه سيعود للاتصال، وربما ينسى أو يتناسى ولا يتصل لأنه سيكون قد شكّل شعور سلبي.