تخطى الى المحتوى

لا تجعل التجارب السيئة تغيّرك، فتصبح مثلهم

2 دقائق قراءة
لا تجعل التجارب السيئة تغيّرك، فتصبح مثلهم

مع العمر والتجارب، تكتشف أن أفضل العلاقات هي تلك التي تتطلب أقل جهد ممكن من الطرفين لإدارتها، وهذا ينطبق على علاقات العمل والصداقة والحياة الخاصة.
كلما كانت العلاقة تتطلب جهداً أكبر للمحافظة عليها، كلما أصبحت ثقيلةً على النفس، وتستهلك من الطاقة والمشاعر والتركيز ما يجعل من الصعوبة الاستمرار فيها لمدة طويلة.

الصدق هو السرّ في استمرارية أفضل العلاقات.
يحاول الطرفان أن يكونا صادقين مع بعضهما، لا يتقمصان شخصية ليست شخصيتهما، أو أقنعة لا تمثلهما، فتصبح علاقتهما خفيفة ومريحة، لأنّه لا يوجد لديهما شيء ما يخفيانه، ولا يصرفان جهداً وتركيزاً في إخفاء أسرار ما، ولا يعانيان تعذيب ضمير عندما يستشعران صدق الآخر وكذبهما.
التعامل بعفوية هو أسلوب حياة مريح جداً، ولكنه مخاطرة إذا كان الآخر غير صادق.

هناك بالطبع من العلاقات ما يقوم على الكذب، يسمّونها علاقات المصالح، كلا الطرفين يعرف أن الآخر يكذب، وكلاهما قابل ومستمر في العلاقة لأجل مصالح لكل منهما.
ربما يحقق كل طرف أهدافه، وتنتهي العلاقة بسلام بعد تحقيق الأهداف، وربما تضطرب العلاقة في وسط المشوار، وتنتهي على نحو بشع.
في كلتا الحالتين، هي ليست علاقة جيدة ترغب في الاستثمار فيها، بل علاقة منهكة ومسمومة، حتى وإن حققت أهدافك منها.
أنت لا تعلم نوايا الآخر، ربما يكون مخادعاً وذا نوايا سيئة مسبقاً، ما يهم هو أن يكون تعاملك أنت صادقاً وواضحاً، حتى تساهم من طرفك في بناء علاقة صحية.

ستمر في حياتك بعلاقات فاشلة من كل نوع، تجارب مؤلمة مع شركاء وعملاء وموظفين وأصدقاء وأقارب، هذه طبيعة الحياة.
إن كنت تعلم في داخلك بأنك سبب فشلها، بسبب نواياك غير الصادقة وأفعالك السيئة، فعليك إصلاح نفسك حتى لا يسرقك الوقت، وحتى تستمتع بهذه الحياة كما يجب.
وإن كنت ترى الآخرين هم السبب، فالحذر من أن يدفعك لذلك لكي تغيّر نفسك وأسلوب حياتك، فتصبح مخادعاً مهووساً مثلهم، تقدّم الشك والحذر والتوجّس على العفوية، تفعل ذلك واهماً بأنّ ذلك سيحميك من أن "تُلسع مجددا".
بل عليك المحافظة على شخصيتك الصادقة، وعلى طريقتك في التواصل وإدارة علاقاتك، وستلتقي في الطريق مع أناس مثلك يقدّرون هذه القيم، ويفضّلون العفوية والصدق في التعامل، ومعهم ستبني علاقات صحيّة ومريحة في كافة المجالات.

يقول نيتشه "من يقاتل الوحوش عليه أن يحذر كي لا يتحوّل إلى واحد منهم"، ويرى ماركوس أوريليوس أنّ "أفضل انتقام من عدوك هو أن لا تصبح مثله".
لا تجعل التجارب السيئة تغيّرك فتصبح مثلهم من دون أن تشعر، فتخسر نفسك.

أحدث التدوينات

للأعضاء عام

النشرة البريدية (13) - إلى حفل أقرأ ولقاء عبد الرزاق قرنح

للأعضاء عام

لا تتزوجي رائد أعمال، إنّه فخ!

للأعضاء عام

النشرة البريدية (12) - آثار نهايات الصداقة المسكوت عنها

للأعضاء عام

النشرة البريدية (11) - تماسكوا يا رفاق

للأعضاء عام

النشرة البريدية (10) - الهروب من الجنّة

للأعضاء عام

لا تجعل التجارب السيئة تغيّرك، فتصبح مثلهم

للأعضاء عام

النشرة البريدية (9) - وقل اعملوا

للأعضاء عام

النشرة البريدية (8)

للأعضاء عام

النشرة البريدية (7)

للأعضاء عام

النشرة البريدية (6)