تخطى الى المحتوى

داعش كجمعية لرعاية القطط مقارنةً بحضارة فرنسا التي قامت على الإرهاب

داعش كجمعية لرعاية القطط مقارنةً بحضارة فرنسا التي قامت على الإرهاب

وصل نوفمبر الكئيب، الشهر الوحيد الذي لست على وفاق معه كما ذكرت سابقاً.

تعيش المنطقة في نوفمبر الكئيب هذا أيام حروب وأنهار دماء جديدة، وبما أنني من قوم “داوني بالتي كانت هي الداء”، فقد قرأت قبل أيام كتاباً يحمل عنواناً نوفمبرياً كئيباً؛ “همس الدم، قصص الثورات والفوضى والخيانة والمجد والموت”. والحقيقة أنني قد وجدته كتاباً عظيماً في فكرته وسرده ومعلوماته، وهو أحد روائع المؤرخ والمخرج النمساوي اريك دورتشميد.

مر شهر على أحداث 7 أكتوبر، ومعها بدأت سلسلة جديدة من مجازر إسرائيل ضد أهل فلسطين. الأحداث العاصفة فرضت نفسها على انتباهي وتفكيري طوال هذا الشهر الفائت. الدعوات والمشاعر مع أهل فلسطين، اللعنات على الصهاينة، والغضب والحنق على المناصرين الغربيين لإسرائيل من حكومات وشركات ووسائل إعلام ومشاهير.

عدد الساعات التي تابعت فيها المحطات الإخبارية خلال هذا الشهر تتجاوز بلا مبالغة كل ما قضيته من وقت في مشاهدة الأخبار طيلة العشرة أعوام الماضية. بعدما أعدت ترتيب حياتي وتركيزي في 2013، ابتعدت تدريجياً عن متابعة الأخبار والسياسة حتى أصبحت بلا مبالغة من أجهل الناس بما يحصل في العالم. مكاسبي الشخصية من ذلك القرار لا تقدر بثمن، ولم أخسر شيء ذا قيمة بسبب البعد عن ذلك الفضاء المستنزف. ثم أتت أحداث فلسطين الأخيرة لتختطف الانتباه والقلوب والأبصار، مع إحساس بالقلق من توسع دائرة الحرب في المنطقة.

أكثر ما لفت انتباهي هو حجم وعدد ونوع التصريحات والمواقف الغربية العنصرية الصريحة في وسائل الإعلام، أظنها أكبر من أن يتم حصرها. شاهدت تقريراً يوثق حجم تفشي الخطاب العنصري الفاحش والصريح في المشهد السياسي والإعلامي الفرنسي بالذات. فرنسا التي تحمل شعار “حرية، مساواة، أخوة”، تكشف مرةً تلو أخرى في كل حدث عالمي مهم، يكون المسلمون فيه طرفاً، عن مواقف عنصرية تمثل وجهها العنصري الحقيقي.

الفصل الأول (76 صفحة) من كتاب “همس الدم” وصف درامي إبداعي مختصر لأحداث الثورة الفرنسية. سرد الكاتب جعلني حرفياً أعيش في وسط الأحداث. حجم العنف والإرهاب الذي قامت عليه حضارة فرنسا الحالية يجعلك تنظر تجاه داعش وكأنهم جمعية لرعاية القطط، مقارنةً مع توحش ودموية الفرنسيين.

تعتقد أنني أبالغ؟ أشاركك الفصل الأول من هذا الكتاب البديع، اقرأ واستمتع، واستفرغ ما في جوفك كذلك، أظنك ستنظر إلى فرنسا بعد هذا السرد على نحو مختلف.

تعليقات

أحدث التدوينات

للأعضاء عام

النشرة البريدية (16) - حقائق قاسية عن النجاح

للأعضاء عام

النشرة البريدية (15) - أنت شخص سعيد، حتى لو تكن منتبه لذلك

للأعضاء عام

النشرة البريدية (14) - في المنتصف، حين يكون الإنسان عاديًا، ربما تكون الجنة

للأعضاء عام

النشرة البريدية (13) - إلى حفل أقرأ ولقاء عبد الرزاق قرنح

للأعضاء عام

لا تتزوجي رائد أعمال، إنّه فخ!

للأعضاء عام

النشرة البريدية (12) - آثار نهايات الصداقة المسكوت عنها

للأعضاء عام

النشرة البريدية (11) - تماسكوا يا رفاق

للأعضاء عام

النشرة البريدية (10) - الهروب من الجنّة

للأعضاء عام

لا تجعل التجارب السيئة تغيّرك، فتصبح مثلهم

للأعضاء عام

النشرة البريدية (9) - وقل اعملوا