تخطى الى المحتوى

مشروع صغير أم شركة ناشئة؟ صاحب مشروع أم رائد أعمال؟ إنّه فخ فخذ حذرك..

تعرّف منشئات أنواع مشاريع قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة كالتالي:

مشاريع متناهية الصغر
- موظفون بدوام كامل من ١ إلى ٥ أشخاص
- الإيرادات من صفر إلى ٣ مليون ريال سعودي

مشاريع صغيرة
- موظفون بدوام كامل من ٦ إلى ٤٩ أشخاص
- الإيرادات من ٣ إلى ٤٠ مليون ريال سعودي

مشاريع متوسطة
- موظفون بدوام كامل من ٥٠ إلى ٢٤٩ أشخاص
- الإيرادات من ٤٠ إلى ٢٠٠ مليون ريال سعودي

أي مشروع قام بتأسيسه شخص أو مجموعة صغيرة بتمويل بسيط يتم تصنيفه في العادة تحت أحد الأنواع السابقة ويعتبر بشكل عام Small Business. ويوصف المؤسس في العادة “صاحب/مالك/مؤسس مشروع”. إذا كان المشروع من النوع القابل للتوسع بشكل استثنائي وكبير، في وقت قياسي، وممكن يغيّر وجه القطاع الذي يعمل فيه فيعتبر شركة ناشئة Startup ويسمّى مؤسسه رائد أعمال Entrepreneur.

هناك فرق بين المشاريع التي تعتبر منشئات صغيرة Small Business والتي تعتبر شركات ناشئة Startup. فرق بين صاحب مشروع و ريادي أعمال. هناك الكثير يخلط بين الوصفين، فما هو الفرق؟ هناك أعداد لا تحصى من المقالات ومقاطع الفيديو التي تشرح الفروقات، وقعت اليوم على هذا المقال الجميل الذي يصف أهم الفروقات، وهي كالتالي (بتصرّف وإعادة صياغة):

الابتكارات Innovations

المشروع الصغير: في العادة يعمل بنموذج عمل مثبت نجاحه مسبقاً، هناك سوق واضح ومعروف، نوع العملاء معروفين، الخدمة واضحة. لا يزعم المشروع بأنه يبتكر شيء جديد أو يحمل همّ الابتكار. مثال: بقالة، مطعم، وكالة تصميم، متجر ملابس، إلخ..
الشركة الناشئة: الابتكار أساس قيامها، تقدّم خدمة فريدة وجديدة، بنموذج عمل مبتكر ليس من الضرورة تم تجريبه ونجاحه سابقاً. تقوم على التخمين والافتراضات غير المثبتة وغير الموثوقة والتي سيتم اختبارها والتأكد منها بعد التشغيل ثم الثبات عليها أو تغييرها. إذا لم تتميز بالابتكار والحداثة فستفشل أو تكون مشروع صغير إذا نجحت.

القابلية للتوسع Scalability

المشروع الصغير: قابليته للتوسع محدودة، إذا نجح المشروع فسيتوسع في عدد الفروع بشكل معقول (إذا كان مشروع متجر أو شيء مثله)، ويتوسع في الخدمات وعدد العملاء. محل للورود والهدايا، مقاهي مختصة صغيرة أو مطاعم البرجر الصغيرة ممكن تنجح ولكن فرصة توسعها في النهاية محدودة مقارنة بالشركات الناشئة.
الشركة الناشئة: القابلية للتوسّع الكبير في زمن قياسي هي من أبرز صفاتها. شركة ناشئة أساسها تطبيق ناجح يستخدمه عدة ملايين بعد ثلاث سنوات من بدايتها. في رسال نقدم خدمات توصيل الهدايا في 40 مدينة سعودية خلال 24 ساعة بعد مرور سنتين من البداية.

سرعة النمو Growth Rates

المشروع الصغير: نمو المبيعات منطقي إذا نجح المشروع. الرسم البياني للعائدات والأرباح تصاعدي بشكل عقلاني ومتوقع. نمو العملاء كذلك مقبول ومنطقي، ونفس الشيء بخصوص عدد فريق العمل.
الشركة الناشئة: بعد تجاوز وادي الموت، من المتوقع أن يكون سرعة نمو المبيعات والمستخدمين والاستخدام متصاعدة بشكل ملفت. أنجح الشركات الناشئة يكون الرسم البياني لعوائدها من نوع عصا الهوكي Hockey stick graph. سرعة النمو مؤشر مهم حول مستقبل الشركة الناشئة، وليس مثل المشروع الصغير الذي لا يقع تحت هذا الضغط من التوقعات.

التمويل Financing

المشروع الصغير: في العادة يكون تمويل شخصي أو عائلي أو من أصدقاء أو اقتراض من البنك أو تمويل من بنك التنمية الاجتماعية أو جهات رسمية شبيهة. ويتم تسديد القروض من العوائد مع الأرباح. إذا نجح المشروع واحتاج للتوسع الكبير فيلجأ لجهات تمويلية أو استثمارية في قطاع الأعمال التقليدي والناجح. يقوم صاحب المطعم باستخلاص الأرباح نهاية كل عام ووضعها على جنب بعد اقتطاع ما يحتاج منها لإستثماره مجدداً في تجديد وتوسيع مطعمه.
الشركة الناشئة: تبدأ مثل المشروع الصغير، ولكن تحتاج لجولات استثمار جرئ بشكل دوري إذا ثبت قابليتها للتوسع والنمو السريع لأنها في الغالب لن تشمّ رائحة الربحية خلال السنوات الأولى، هذا إذا استطاعت الوصول له يوماً. هناك من يرى بأن شركات مثل أوبر وغيرها لن تصل لمرحلة الربحية يوماً، ومع ذلك حصدت مليارات الاستثمارات. بدون التمويل الاستثماري الجريء وصناديقه ستموت الشركة الناشئة في الغالب بعكس المشروع الصغير.

التكنولوجيا Technology

المشروع الصغير: يعتمد على حلول وأنظمة تقنية جاهزة في العادة (نظام المحاسبة، نظام إدارة الموظفين، إلخ..). التقنية تعتبر مساعد للمشروع وليست لبّ وأساس المشروع.
الشركة الناشئة: التكنولوجيا والابتكار فيها يعتبر لبّ وأمر أساسي لكي تستطيع التوسع والنمو بشكل سريع. في الغالب تعتبر التكنولوجيا التي طورتها الشركة الناشئة من أصول الشركة وأمر أساسي في تقييمها. ولذلك نجد معظم الشركات الناشئة هي شركات تقنية لأنها السبيل الوحيد الذي يساهم في نموها المجنون.

دورة الحياة Lifecycle

المشروع الصغير: تقول بعض الإحصائيات أن 30% من المشاريع الصغيرة تموت خلال السنوات الثلاث الأولى.
الشركة الناشئة: مخاطرتها أعظم، بعض الإحصائيات تقول أن 90% من الشركات الناشئة تموت خلال السنوات الثلاث الأولى.

فريق العمل والقيادة Team and Team Leaders

المشروع الصغير: صاحب المشروع لا يحتاج صفات قيادية استثنائية، فقط يكون عقلاني وصاحب مقدرة إدارية مقبولة. عدد الموظفين متوقع ومعروف لتشغيل المشروع.
الشركة الناشئة: نجاح الشركة الناشئة بعد ثبوت قابليتها للتوسع والنمو السريع يتطلّب توسع فريق العمل بأعداد مضاعفة. لكي تدير هذا التوسع والنمو السريع وأعداد الموظفين المتزايدة، تحتاج لمهارات قيادية وإدارية وخبرة حقيقية. لذلك يتنازل كثير من رواد الأعمال عن دور القيادة بعد نجاح شركاتهم الناشئة ودخول الاستثمار، ويضعون بدلاً منهم أصحاب خبرات وقدرات إدارية أكبر.

نمط الحياة Lifestyle

المشروع الصغير: صاحب المشروع يعيش حياة طبيعية. مشروعه الصغير يأخذ وقت جانبي منه أو دوامه الكامل إذا كان متفرغ له، ولكن يعود بعد عمله في مشروعه لحياته العائلية والاجتماعية. يعيش صاحب المشروع حياة طبيعية ومستقرة، وتساعده أرباح مشروعه في حياته.
الشركة الناشئة: يعتقد المؤسس أنها ستكون رحلة ممتعة وحماس، ولكن سيكتشف أن عليه توديع حياته العائلية والاجتماعية بسبب الانشغال والضغوط بالنمو وتجاوز وادي الموت. هناك دراسة تشير إلى احتمالية إصابة رائد الأعمال بالتالي مقارنة بغيره: الاكتئاب محتمل ضعفي غيره، قصور الانتباه وفرط الحركة محتمل ٦ أضعاف غيره، تعاطي المخدرات محتمل ٣ أضعاف غيره، ثنائي القطب محتمل ١٠ أضعاف غيره، التنويم للعلاج النفسي محتمل ضعفي غيره، تردد أفكار انتحارية محتمل ضعفي غيره.

الاستراتيجية Strategy

المشروع الصغير: ليس هناك استراتيجية معينة، ما دام المشروع مربح فسيتمسك به صاحبه ويتوسع فيه بعقلانية مع الوقت. وبعد وفاته سيتركه لأبنائه لكي يديرونه ويواصلون المسيرة.
الشركة الناشئة: المؤسسين يسعون لجني أرباح ضخمة خلال فترة سنوات قليلة عبر تقدم جهة كبرى بعرض الاستحواذ على شركتهم الناشئة، أو تخارجهم وبيع حصصهم لمستثمرين كبار، أو نزول شركتهم في سوق الأسهم للتدوال بعد سنوات (حالات نادرة). النجاح في الشركة الناشئة يعني أنك ستصبح مليونير حقيقي، في المشروع الصغير ربما تصل لذلك كذلك ولكن مع وقت وسنوات أطول في الغالب.

كما هو واضح بالأعلى، هناك اختلافات واضحة بين المشروع الصغير Small Business و الشركة الناشئة Startup. وبالتالي فرق بين أن يوصف المؤسس كصاحب مشروع أو رائد أعمال.
المشاريع الصغيرة والمتوسطة أقل مخاطرة بكثير من الشركات الناشئة، ومعظم ما يدور حولها منطقي ومتوقع، ولا تتطلب قدرات وتضحيات استثنائية. بركتها أعظم ودعمها للاقتصاد الوطني أكبر بمراحل من الشركات الناشئة.
الشركات الناشئة عالم من الجنون والمخاطرة مقارنةً بها، وانعكاسات فشلها على المؤسس أخطر بكثير من النوع الأول. لا يوجد عيب في المشروع الصغير ولا نقص في صاحبه، وليس من الجيد أن يتخذ المرء وصف لا ينطبق عليه لأنه يجعل التوقعات منه مختلفة، وتظهر صورته بشكل سلبي إذا لم يحققها.

وصف رائد أعمال ليس فخر ولا شهادة إذا كان مشروعك لا يبدو أنه سيشمّ الربحية، ونموذج عملك مضروب، والنمو سلحفائي، ولازلت تقبع في وادي الموت تغنّي ظلموه.

تعليقات

أحدث التدوينات

للأعضاء عام

النشرة البريدية (14) - في المنتصف، حين يكون الإنسان عاديًا، ربما تكون الجنة

للأعضاء عام

النشرة البريدية (13) - إلى حفل أقرأ ولقاء عبد الرزاق قرنح

للأعضاء عام

لا تتزوجي رائد أعمال، إنّه فخ!

للأعضاء عام

النشرة البريدية (12) - آثار نهايات الصداقة المسكوت عنها

للأعضاء عام

النشرة البريدية (11) - تماسكوا يا رفاق

للأعضاء عام

النشرة البريدية (10) - الهروب من الجنّة

للأعضاء عام

لا تجعل التجارب السيئة تغيّرك، فتصبح مثلهم

للأعضاء عام

النشرة البريدية (9) - وقل اعملوا

للأعضاء عام

النشرة البريدية (8)

للأعضاء عام

النشرة البريدية (7)