نحو الهروب من عالم الشبكات الاجتماعية المسموم، قارئ الـ RSS يغنيك

في زمن الإنترنت الجميل وعالم الويب الأول Web 1.0، كان الجميع يستخدمات تطبيقات أو منصات تقرأ بروتوكول عظيم اسمه RSS.
تخيل أنك مثلاً قررت متابعة 120 موقعاً ومدونة انتقيتهم بعناية، ستحفظ روابطها في المفضلة، ثم عليك أن تزورها يومياً حتى ترى إذا نشر أحدها شيئاً جديداً، جهد متعب وغير مستدام.
ولذلك تم ابتكار الـ RSS في 1999، وظهرت خدمات وتطبيقات قارئ الـ RSS بعدها، حيث تعمل كوسيط بيني وبين كل المواقع والمدونات التي أرغب في متابعتها، يحضر القارئ جديدها عندي بدون أدنى جهد مني بعد أن أضيف روابط المواقع فيه أول مرة! الخطوات بسيطة جداً، وتعمل كما يلي:
- أقوم أنا كصاحب موقع/مدونة بتهيئة موقعي تقنياً، حتى يدعم هذا البروتوكول.
- عندما أنشر محتوى جديداً في موقعي، ستظهر آلياً نسخة من المنشور على شكل نموذج الـ RSS بدون أي تدخل مني.
- يضيف المتابعون رابط موقعي مرة واحدة في خدمة/تطبيق قارئ الـ RSS الخاص بهم.
- عندما يفتحون القارئ أي لحظة بعد ذلك، ستظهر لهم المنشورات الجديدة من موقعي، ومن كل المواقع الـ 120 التي أضافوها فيه، دون الحاجة إلى زيارة أي من هذه المواقع كل يوم.
أشهر قارئ RSS كان قارئ قوقل، استمر الوضع حتى 2013، عندما قررت قوقل إغلاقه بحجة تقلّص عدد المستخدمين مع الوقت، والحقيقة أن قوقل كانت تحاول دفع المستخدمين نحو استخدام شبكتها الفاشلة Google+، وكانت تجد صعوبة في بناء نموذج مالي داخل قارئ قوقل، وتريد من الناس زيارة المواقع مباشرة حتى تستهدفهم بالإعلانات.
مع صعود الشبكات الاجتماعية المختلفة، ماتت المدونات والمواقع الشخصية، وأصبح الناس يتابعون بعضهم هناك، وليس عبر مدونات شخصية، مثلما كان يحصل سابقاً. ومن ثم اندثر استخدام بروتوكول الـ RSS بين المستخدمين، وإن كان ما زالت معظم المدونات والمواقع تدعمه.
أنا ما زلت أستخدم الـ RSS يومياً، هناك الكثير من تطبيقات وخدمات قراءة الـ RSS، ولكن أفضل قارئ من وجهة نظري هو Readwise Reader، حيث تلعب هذه الخدمة الدور المركزي في استقبال وإدارة المحتويات القادمة من ثلاثة مصادر:
- المنشورات الجديدة من حوالي 120 موقعاً ومدونة انتقيتها عبر السنوات.
- النشرات البريدية التي اشترك فيها ببريد إلكتروني خاص تعطيني هو الخدمة، فتصلني الأعداد مباشرة هناك، وليس في بريدي الإلكتروني الشخصي.
- روابط القراءة التي أرسلها إلى الخدمة من تويتر، ومن المتصفح ومن أي تطبيق ديسكتوب وجوال.
لديّ غرفة تحكم واحدة عبر ريدوايز ريدر، أستخدمها عبر اللابتوب أو الآيفون أو أندرويد، تصب فيها المحتويات من كل مكان، وتظهر بأناقة شديدة تركز على سهولة القراءة، وفي هذه الغرفة يذهب معظم وقتي اليومي على الإنترنت.
لا يمكن مقارنة جودة المحتوى الذي يصلني يومياً عبر هذه الخدمة مع غثاء تايم لاين تويتر أو غيرها من منصات الهراء. هنا أنا من يتحكم في جودة المحتوى الذي يظهر لي، لأنني أنا من يختار من يتابع وماذا يتابع، بعكس ما تظهره لي خوارزميات الشبكات الاجتماعية اللعينة من محتويات تقوم على الإثارة والتهييج.