ما هي الأمور غير القابلة للتفاوض حولها في حياتك؟

كنت أفكر بالأمس في ضروريات حياتي اليومية التي يمكنني اعتبارها “غير قابلة للتفاوض”، بحيث لا يمكنني العيش بدونها، وتختل حياتي في حال اختفاء أحدها.
في البداية ظهرت لي قائمة طويلة بأمور وعادات على أنّها لا يمكنني الاستغناء عنها، ولا تصوّر حياتي بدونها، ولكن بعد بعض التأمّل، بقي منها:
- الصلاة
- النوم
- الأكل
- العمل
- العائلة، ولقاء الوالدة أو الاتصال بها
يمكنني غداً أن لا أقرأ كتاباً، ولا أكتب، ولا أستمع إلى بودكاست، ولا أشاهد فيلماً، ولا أذهب إلى المقهى، ولا أمارس الرياضة، ولا أقابل صديقاً.
لن تتوقف حياتي لو توقفت عن هذه الأمور يوماً أو لفترة، ثم عدت إليها، أو حتى لو قررت أن لا أعود إليها، بدليل أنني أتوقف عن ممارسة بعضها في الإجازات، وتكون أجمل الأيام.
أمارس هذه العادات والأمور لأنني أحب ممارستها، وأشعر أنها تعزز جوانب نفسية وفكرية وصحية في حياتي. فقدانها لو حصل، ربما يشعرني ببعض الحنين لمدة، ولكن لا يشعرني بالنقص واختلال حياتي، بعكس ما يحصل معي لو توقفت عن الصلاة أو النوم أو الأكل إلخ…
ساعدني هذا التقسيم في تكوين وضوح حاد تجاه أهمية أولويات حياتي اليومية، ووضع العادات والهوايات في مكانها وحجمها المناسب، وسهولة التوقف عن بعضها أو تغييرها بدون الخوف والتردد المبالغ فيه من ذلك.
كما أنّ إعادة التفكير في هذه الأمور يشعرني بالامتنان الشديد لوجودها، الشعور بالاكتفاء، والشعور بالتقدير لحجم النعم التي نعيش فيها. وكل شيء جديد أسعى لاقتنائه أو عادة جديدة أتبناها، فهي من باب الفضول والتجربة، وليست من باب الحاجة إلى ملئ فراغ داخلي.
يقول نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: “من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا”.
ماذا عنك؟ ما هي الأمور غير القابلة للتفاوض عندك؟ لا أظنها تختلف كثيراً عني لو تأمّلت بعمق.