تخطى الى المحتوى

لا يوجد نقص في أعداد المشاركين بتعليق المشانق!

فؤاد الفرحان
فؤاد الفرحان
2 دقائق قراءة
لا يوجد نقص في أعداد المشاركين بتعليق المشانق!

قررت يوماً -بكامل إرادتي وقواي العقلية- أن أتنازل عن حقي الأصيل في الحديث حول الأمور والتجارب التي لا تعجبني، تركت هذه المهمة في السوشل ميديا إلى باقي البشر هناك، وقد كان أحد أجمل القرارات الشخصية.

كتبت مرة في قوودريدز مراجعة قاسية لرواية أنهيتها ولم تعجبني.
بعد ذلك بفترة، اتصل بي صديق قرأها، دخلنا في نقاش أظهر جهلي، فقد فهمت شيئاً من أحداث وسرد الرواية لم يقصده الكاتب، ولم يأتِ على ذكره قارئ آخر في قوودريدز.
كنت الوحيد -فيما يبدو- الذي تشكّل لديه ذلك الفهم المغلوط.
اقترح صديقي أن أعيد قراءة الرواية، فعلت ذلك ووجدتها رائعة.
خجلت من فهمي السابق، ومن نقدي القاسي، ولم أرتح حتى حذفت مراجعتي السابقة من قوودريز، وتوقفت عن كتابة مراجعات لأي أعمال لا تعجبني، فقد اهتزت ثقتي في ذائقتي.

سألت نفسي بعدها، كم شخصاً يا ترى قرأ رأيي المغلوط وانطباعي التعيس، فتراجع عن اقتناء العمل والاستمتاع به، بسبب رأيي الشخصي الخاطئ؟ ما هو ذنب صاحب العمل المجتهد؟
لو أنّ شخصاً واحداً فقط تأثر برأيي السلبي فهو كثير، فصاحب العمل بذل جهداً هائلاً في عمله البديع، ويستحق الإشادة، أو النقد المبني على الفهم الصحيح للعمل، وليس مثل تقييمي القاصر آنذاك.

من بعدها، لاحظت أنني أصبحت كثير التردد في مشاركة انطباعاتي الناقدة حول معظم الأمور.
إذا لم يعجبني منتج/عمل/خدمة أو شيء معين، فلا أستعجل في الكتابة أو التعليق حوله، فربما يكون العيب في فهمي أو طريقة استخدامي، وتقييمي السلبي ربما يؤثر في قرارات آخرين.
في الغالب هناك آخرين لم يعجبهم مثلي نفس الشيء، ويكتبون ويتحدثون عنه بوضوح وصراحة متناهية في السوشل ميديا، ومع أنه يحتمل أن أتفق معهم، وأؤيدهم بقوة، إلا أنني لم أعد أجد نفسي مستعداً لمشاركتهم بالتعزيز والدلو برأيي مؤيداً.

تطور موقفي تدريجياً من مشاركة رأيي الناقد حول الكتب وغيرها حتى وصل معظم القضايا، وليس مراجعة وتقييم الأعمال والمنتجات والخدمات فقط.
إذا رأيت الناس ناقدين وساخطين على أحد أو شيء أو حدث ما، فلا أتفاعل معهم، ولا أشارك برأيي.
إن كانوا على حق، فغالباً هم في حالة هيجان لا تحتاج إلى صوت آخر إضافي يدعمهم.
وإن كانوا مبالغين، وعلى باطل، فمن الغباء والانتحار مواجهة جمهورٍ هائج وسيل هادر، إلّا إذا كنت تُستثار بمعاكسة التيار، وتحب هذه الأجواء.

يشتكي العالم من الاكتئاب والضغوط النفسية التي ولدتها الشبكات الاجتماعية والسوشل ميديا.
الجلد والسحل والسلخ والنقد -المحق والجائر- هي من ركائز السوشل ميديا، ولا يوجد نقص في أعداد المشاركين بتعليق المشانق.
أفضّل أن أتحدث عمّا يعجبني، ما يروق لي، مقهى أو كتاب أو عمل أو خدمة أو منتج جربته وترك انطباع إيجابي لدي.
إذا كان رأيي صحيحاً، واستفاد منه آخرون، فصاحب العمل يستحق ذلك، وإذا كان هناك من يرى خلاف ذلك، فلا بأس، اختلاف التجارب والأذواق سنة الحياة.

لست في مهمةٍ رسالية لتحذير الناس من تجربة ما لم يرق لي، سيقوم الكثير من المستائين بذلك الدور.
هذا "البرود" يمنحني راحة نفسية تجعلني أعمل وأعطي في واقعي اليومي خارج هراء تويتر والسوشل ميديا، وهذا المكسب الحقيقي.


تدوينات أخرى

للأعضاء عام

في حب أبحر، ولماذا لم أنتقل إلى الرياض!

بنيت منزلي في "أبحر" قبل 12 عاماً، اخترت قطعة أرض قريبة من أطول برج في العالم، تعثّر البرج، وأظنه مات، ولكن جمال الحيّ ازداد مع السنوات

في حب أبحر، ولماذا لم أنتقل إلى الرياض!
للأعضاء عام

أفضل جهاز للقراءة الالكترونية لم يعد الكندل، أهلاً بالأنيق Palma

اعتدت كل عام أن أهدي نفسي شيئاً ما مميزاً في عيد رمضان، وهذا العام كنت محظوظاً بشدة عندما اشتريت هذا الجهاز البديع.

أفضل جهاز للقراءة الالكترونية لم يعد الكندل، أهلاً بالأنيق Palma
للأعضاء عام

ما هي الضغوط التي يواجهها حارس روضة أطفال في الخرخير؟

إن مسيرة المؤسسين هي سلسلة متصلة من الأزمات والصداع والقلق المستمر، هي مسيرة مواجهة تحديات وحلّها، تحديات تطوير المنتج/الخدمة على نحو مناسب للسوق، تحديات الوصول للعملاء وإقناعهم، تحديات استقطاب الموظفين المناسبين، تحديات إقناع المستثمرين، وتحديات التوسع المناسب في سرعته وشكله لإمكانياتهم وقدراتهم.

ما هي الضغوط التي يواجهها حارس روضة أطفال في الخرخير؟