النشرة البريدية (2): كورونا تدغدغ البشرية، من علّم عبدالناصر شرب السجائر؟

صباح/مساء الخير يا أصدقاء..
ما زالت آثار انفجار قنبلة فيروس كورونا تسيطر على المشهد العام لحياة سكان كوكب الأرض. الأسبوع الماضي أعلنت كثير من دول العالم وصول كورونا لأراضيها، وبدأ يتصاعد مع الوقت مستوى الارتباك والهلع مجتاحاً العالم، ومخرباً جوانب مختلفة من رتم الحياة المعتادة. أمّا أسواق الأسهم العالمية فقد نزفت كما لم تنزف من قبل. متى ستتوقف حفلة الهلع وينجح العالم في مواجهة كورونا والعودة للحياة الطبيعية؟ لا أعلم، ولا أظن أحد يعلم.

من علّم عبدالناصر شرب السجائر؟

كتاب الأسبوع الماضي كان “من علّم عبد الناصر شرب السجائر؟” للكاتب والصحافي المصري عمر طاهر، والذي بحسب قوودريدز قد قام بتأليف 33 كتاب في حياته، بين شعر وقصص ورواية وتجمع مقالات!. أنا وعمر طاهر نتشارك نفس العمر تقريباً، ولا نتشارك بالتأكيد المقدرة على الإنتاج بهذه الغزارة، حيث أن نشر كتاب بالنسبة لي ما زال أحد أحلامي المؤجلة عاماً بعد عام، فيما أرى عمر طاهر ينشر كتاب كلما تثاءب.
بالنسبة لكتاب عمر طاهر الأخير فقد كان ممتع وظريف. الكتاب يعطيك نظرة ممتعة وسريعة لأجزاء من تاريخ مصر السياسي والفنّي. والسياسة والفن في مصر بينهما علاقة وتداخل ملفت. أسلوب المؤلف كان خفيف الدم وبدون تكلّف، ينتقل بخفة بين الشخصيات والحوادث من مقطع إلى مقطع بدون أن تفقد التركيز معه. يعيبه عدم ذكر مصادر المعلومات بشكل موثق. صحيح أنه نشر قائمة طويلة جداً للمصادر في نهاية الكتاب، ولكن لم يربط المعلومات في وسط الكتاب بمصادرها. وبالتالي ليس من المنطقي أخذ كل ما ذكره في كتابه بشكل مسلّم به. وهذا بالطبع لا يمنع من الاستمتاع بالقصص التي اقتنصها، يعني خذ وخل، مشّي حالك ووسّع صدرك.

عبداللطيف ناصر الآخر

يأتي على قائمة برامج البودكاست المفضلّة عندي وعند الكثير: بودكاست Radiolab، شعارهم “نحقق في هذا العالم الغريب”، ومحتوى حلقاتهم في العادة قصص صحافية استقصائية عملوا عليها مدة طويلة تستمر بعضها ثلاث سنوات. تابعت الأسبوع الماضي سلسلة قصة صحافية مثيرة نشروها تدور عن معتقل مغربي في غوانتانامو اسمه “عبداللطيف ناصر"، واسم السلسلة “The Other Latif”. القصة تبدأ من عند صحافي في Radiolab اسمه كذلك عبداللطيف ناصر اكتشف بالصدفة أن هناك في غوانتانامو معتقل يحمل نفس اسمه عبداللطيف ناصر! وبسبب فضوله الصحافي وهذا الاكتشاف الغريب، انطلق في رحلة استمرت حتى الآن أكثر من ثلاث سنوات لمعرفة قصة هذا الشخص المعتقل في غوانتانامو والذي يحمل نفس اسمه! ما هي تهمته، وما الذي أوصله إلى هناك؟ السلسلة ممتعة جداً، ومثال جيد للعمل الصحافي الاستقصائي الاحترافي. لست متأكد كم بقي حلقة في هذه السلسلة، ولا أعلم إذا الغوانتاناموي عبداللطيف ناصر إرهابي أم بريء، ولكن أتوقع يكون لهذه السلسلة انعكاسات مهمة وربما إعادة فتح لموضوعه.

قصة احتيال مونوبولي ماكدونالدز

في أمريكا وبين 1989 و 2001، أطلقت ماكدونالدز لعبة مونوبلي ماكدونالدز . اللعبة عبارة عن ملصقات مخفية على منتجات ماكدونالدز (مثل البطاطس و كوكاكولا وغيرها)، إذا كنت محظوظاً واشتريت منتج عليه ملصق معين فربما تفوز بجائزة ما. والجوائز تترواح بين سيارات و 100,000 دولار حتى 1 مليون دولار. لاحقاً تم اكتشاف عملية تلاعب واحتيال كبرى خلف هذه اللعبة، حيث كان يتم اختيار وانتقاء الفائزين بشكل مباشر من قبل أشخاص محددين، يتشاركون معهم قيمة الجوائز. شاهدت الأسبوع الماضي الوثائقي الممتع McMillions والذي يدور حول عملية الاحتيال هذه، كيف كانت تتم، ومن كان خلفها، وكيف نجحوا لسنوات في خداع العالم. (شكراً حمزة)

الوزن الذي أحمله

وقعت الأسبوع الماضي على نص مذهل لصحافي ومحرر أمريكي اسمه Tommy Tomlinson يتحدث فيه عن مشكلته مع وزنه. يعاني تومي منذ طفولته من وزنه الضخم (حوالي 200 كجم)، وماتت أخته بسبب وزنها الضخم. ماذا يعني أن تعيش طوال حياتك بوزن ضخم ولا تستطيع عمل أشياء عادية يعملها معظم الناس؟ قراءة طويلة لنص مؤثر. (شكراً حنان)

التفريق بين الرأي و الحقيقة و مواد أخرى..

في هذا العصر ومع زحمة الأحداث، تبدو كثير من الأمور ملتبسة، أو ربما هي كذلك منذ الأزل ولكن نظرتنا كانت مختلفة. البعض يراه عصر ما بعد الحقيقة Post-turth era. لا يهم كثيراً، فربما تطهّر كورونا هذا الكوكب ليعود له بعض العقل. هذه قراءات ومواد استمتعت بها الأسبوع الفائت:

تمنياتي للجميع بأسبوع موفق، أسبوع أقل قلقاً وأكثر إنجازاً..


راقت لك هذه النشرة؟ ربما تعيد إرسالها لخمسة أصدقاء آخرين وتدعوهم للانضمام لقائمة المراسلة مع الشكر لك.