الحياة على الحبال

في مذكراته المنشورة حديثاً، يسرد آل باتشينو قصة عن مجموعة من اللاعبين الراقصين على الحبال.

في أحد الاستعراضات، وقع أحدهم من فوق الحبال، مما تسبب في إصابته لفترة طويلة تغيّب فيها عن ممارسة مهنته ومصدر رزقه.
رآه أحدهم بعد فترة، وهو يتجهز للبدء في استعراض جديد أمام الجمهور، واستغرب من عودته بعد الإصابة الخطيرة، فسأله: لماذا؟
أجابه اللاعب “لأن الحياة هي على الحبال، ما عداها هو انتظار الموت”.

بالفعل، الحياة هي على الحبال، هي أخذ المخاطر والمغامرة، توقع السقوط، وعقد النية على النهوض مجدداً.
حياتنا هي في مكان رزقنا، في ممارسة حرفتنا وتطبيق معرفتنا وخبراتنا.
نمشي على الحبال، ونعود إلى امتطائها إن سقطنا منها، لأننا نستشعر أننا أحياء، ونحن نمارس ما نحب وما نعرف.
ما دمنا مقتنعين بأننا جيدون، أو سنكون جيدين فيما نفعل، وأننا نتقدم فيه، ونستشعر الرضا ونحن نحاول، فنحن أحياء.

الموت هو أن نبقى متفرجين، نرى الآخرين يجتهدون، يعملون ويسقطون ويقومون مجدداً، ونحن نكتفي بمشاهدتهم ومشاهدة العالم يتحرك، ونحن ساكنون، لأننا خائفون من الفشل والسقوط.

الجمود والسكون خوفاً من المخاطرة هو انتظار الموت، أمّا الحياة فهي على الحبال.