هل أنت في المكان المناسب لك في هذه المرحلة؟
تعرف أنك في المكان الصحيح إذا شعرت بأنك منتج في مكانك، يمكنك تلمّس ورؤية نتائج عملك والآخرون يقدّرونها، مكان يغطّي احتياجاتك المادية في المرحلة العمرية التي تمر بها، مكان ترى أنه يُمهدك لمرحلة مستقبلية ومجال ترغب ربما في أن تنتقل له. هذا المكان الصحيح سيشعرك بالارتياح والأمان، وينتج عن ذلك إحساسك بالسعادة والنمو والتقدّم، وذلك كله سينعكس على عطاءك.
شعورك بالإنتاجية يعزز ثقتك في نفسك بأنك صاحب مهارة وصنعة مؤثرة. مقابلة الآخرين لك بالتقدير يعزز ثقتك فيهم وبأن تفانيك لن يذهب سدى. العائد المادي الذي تحصل عليه يجب أن يكون متناسق مع مرحلتك العمرية وسنوات خبراتك ومهاراتك المؤثرة في هذا المكان. والخبرة التي تجنيها من إنتاجيتك في هذا المكان هي ما ستساعدك في تحديد آفاقك المستقبلية وأين تفضل أن تتجه.
المكان الذي يعطي عائد مادي محفّز بدون أن يعطيك مساحة لكي تنتج وتكتشف قدراتك وتطورها فيه، هو مكان مناسب لك إذا كنت ترغب في التقاعد قريباً.
المكان الذي لا تشعر بأنه يساعدك في النمو والتطور ويُمهدك لمرحلة أفضل، هو مكان مناسب لك إذا كنت ترغب في قتل وقتك فقط حتى تجد مكاناً أفضل.
المكان الذي ينشغل منسوبيه بالتحزبات والتخطيط لسحق بعضهم البعض هو مكان مناسب لمن يحب السياسة وممارساتها، وليس لمن يرغب في أن ينتج ويتطور.
يمكنك معرفة إذا كنت في المكان الصحيح أم لا بحسب توفّر العوامل المذكورة بالأعلى فيه. مع العلم بأن المكان الصحيح لك في فترة عمرية معينة، ليس من الضرورة أن يبقى المكان الصحيح لك في مرحلة عمرية أخرى. ليس هناك مشكلة في نفس المكان، ولكن مع العمر تتغير الاحتياجات وتتقدم عوامل وأولويات على أخرى.
المؤسسون بدون فريق عملهم لا يمكنهم تحقيق شيء يذكر، وفريق العمل بدون قيادة متمكنة يثقون بها لا يمكنهم تحقيق شيء. أحد أهم مكاسبك كمؤسس مع شركائك، هو أن يسخّر الله لكم أشخاص رائعين يحبّون العمل معكم، يؤمنون برؤيتكم ويتشربونها، يتفانون في العمل على تحقيقها كرؤية لهم. نجاحكم كمؤسسين لا يقاس بالأرقام فقط، ولكن في نجاحكم بصناعة بيئة عمل جاذبة يرغب الرائعون في أن يكونوا جزءاً منه.