حتى تأخذ حقك من الحياة عنوةً.. كيف تنوي قضاء العشرين سنة القادمة من حياتك؟
"إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة. أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر. ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء.."
- الطيب صالح
السرعة التي يتحرك بها هذا العالم وأحداثه تفوق بدون شك أي مرحلة سابقة من تاريخ البشرية، والفضل بالطبع يعود لثورة الاتصال الرقمي. هذه الثورة التي ربطت المجتمعات والعالم ببعضها، ألغت الحدود الزمنية وصادمت الثقافات ببعضها، أدخلت الأفراد في دوامة رهيبة من التشتت وفقدان البوصلة.
الانكشاف والاطلاع على تجارب الآخرين أصبح لحظياً عبر الأجهزة المحمولة والشبكات الاجتماعية، المقارنات ترهقنا، رغباتنا تتزايد، أحلامنا تتضارب، مبادئنا تهتز وتُمتحن، العمر يمضي بسرعة مفجعة، كيف السبيل لصناعة حياة فردية نحقق من خلالها إنجازات ترضي أرواحنا وتجعلنا نستشعر أن عمرنا لا يمضي هدراً؟
هذه محاولة سرد خلاصة تجربة شخصية، مليئة بالإخفاقات وبعض النجاحات، ربما يجد فيها آخرون بعض الأجوبة والتلميحات التي تساعدهم في رسم منهجية خاصة بهم تساعدهم في اتضاح رؤية ذاتية نحو حياتهم الحالية والمستقبلية.
دوائر التفاعل للسائر في ركب الحياة..
في هذه الحياة، وبعد تجاوزنا مرحلة الطفولة والدراسة وبداية دخولنا معترك الحياة، نجد أنفسنا وحياتنا اليومية تحتك وتتقاطع مع عدد من الدوائر نقضي خلالها باقي حياتنا: الذات، العائلة، الأصدقاء، العمل، المجتمع.
وقتنا في هذا العالم محدود، فأي من هذه الدوائر تستحق تركيزنا واهتمامنا بحيث نحقق من خلالها الإنجاز والسعادة؟
دائرة الذات
أهم دائرة على الاطلاق، النجاح في التعامل مع الذات وفهمها يرفع نسبة احتمالية النجاح في التعامل مع الدوائر الأخرى، والعكس صحيح. هناك أمور ورغبات في غاية الخصوصية بين المرء وذاته (المال، المنصب، الصيت،..) يسعى لتحقيقها لنفسه حتى يشعر بالاستقرار الداخلي مما ينعكس على احتكاكه وتعامله مع باقي الدوائر. ولكن الخطورة أن يعتقد الشخص أن دوره في الحياة يقوم على إرضاء ذاته، وذاته فقط. هذا التصور ممكن أن يجعل الفرد يقضي عمره في غاية الأنانية والانتهازية بحيث لا يرى في العالم شيء/أحد يستحق وقته ومشاعره واهتمامه إلا ذاته. التعامل المتزن مع الذات ومعرفة أنها جزء من العالم، يجب أن يقود المرء لقناعة أنه لا يستطيع العيش بسعادة مستشعراً الإنجاز إلا من خلال احتكاكه بنجاح مع باقي الدوائر (العائلة، الأصدقاء، المجتمع، العمل، العالم،..). تستحق الذات تركيز المرء بدون شك، ولكن الفخ أن تأخذ كل تركيزه بحيث لا تبقي شيء من التركيز والاهتمام بالدوائر الأخرى.
هناك من يقضي حياته لاهثاً خلف إرضاء كل ما تملي عليه ذاته من رغبات، غير مكترث ولا مهتم بالعطاء والتفاعل الإيجابي مع باقي الدوائر، معتقداً أن المال والمنصب والصيت الذاتي هي مفاتيح السعادة لوحدها، وسيكتشف يوماً أنها مجرد أدوات كان بإمكانه تسخيرها لأجل تحقيق حياة عطاء متوازنة، وأنه لم يحقق السعادة بحق كما كان يتصور. ربما حقق إنجازات ذاتية بحتة، ولكنه فشل في تكوين حياة عائلية جميلة، ولا أثر إيجابي له في المجتمع، ولا أصدقاء أو بيئة عمل تشتاق له، يغادر العالم بدون أثر إلا تحقيق رغبات ذاتية مادية.
دائرة العائلة
أقرب دائرة يحتك ويتفاعل معها المرء طوال حياته بعد دائرة الذات ويتأثر بها. نجاح المرء في الدائرة السابقة (ذاته) يساعده بشكل كبير في تحقيق تفاعل إيجابي مع عائلته. تركيز المرء على مجال العائلة الهدف منه هو تحقيق بعض النجاحات والإنجاز مثل:
- تشكيل حياة عائلية صحية يعمها السلام والود
- تملّك سكن/منزل للعائلة حيث يشعرون بالأمان
- دخل مادي جيد يغطي أساسيات حياة أفراد العائلة، ويفيض لتحقيق بعض الرغبات والأمور المادية الممتعة، ويبقى منه ما يكفي للادخار لمستقبلهم.
الإنسان الطبيعي يسعى من خلال عمله ونشاطه وخوضه معترك الحياة أن يحصل على ما يكفي من المال لجعل عائلته تعيش حياة كريمة بحيث يجعلهم لا يحتاجون أحداً، دخل مادي يقيهم نوائب الدنيا والمستقبل. لذلك فالعائلة تستحق تركيز كبير من حياة الفرد. ولكن هذا لا يعني التجاهل التام لباقي الدوائر التي يتفاعل معها المرء في الحياة.
من المعروف أن جيل الآباء والأجداد تميزوا بأن تركيزهم في حياتهم الصعبة كان شبه حصري على السعي في الدنيا لتحقيق الأمان المادي لعوائلهم. آباؤنا وأجدادنا قضوا حياتهم لتوفير حياة كريمة لذويهم، ولكن جزء كبير منهم لم يعش حياته الخاصة. تركيز المرء وقته في الحياة لأجل تحقيق الأمان المادي الذاتي والعائلي أمر مطلوب حتى يحقق نجاح مطمئن، ثم يبدأ في الالتفات بشكل جاد لدوائر أخرى تستحق الاهتمام مثل ذاته ومجتمعه.
دائرة الأصدقاء
ثالث دائرة يحتك بها المرء وتكون قريبة منه بعد الذات والعائلة هي دائرة أصدقائه. هذه الدائرة تستحق كذلك تركيز معقول من وقت واهتمام المرء. حسن اختياره لأصدقائه وبناء علاقة حميمية بعيدة المدى أمر مطلوب. الأصدقاء هم أحد جماليات ونعم هذه الحياة، يشارك معهم أفراحه وأحزانه، تمر فترات يحتاجهم ويحتاجونه فيها. الأصدقاء المخلصين يساعدون المرء في مواجهة تقلبات الدهر ومصاعبه. فشل المرء في التعامل مع دائرة الأصدقاء بحيث لا يكون له علاقات صداقة صحية هو أمر محزن. الوحدة لعنة، وإذا حلّت بالشخص فعليه العمل على الخروج منها بطريقة عقلانية تدريجية وليس الاستسلام لها كواقع له. دائرة الصداقة عالية المخاطر، كم من تجارب مررنا بها مع من كنا نحسبهم أصدقاء فإذا بنا نكتشف أنهم كانوا كل شيء إلا ذلك. الاستغلال، الانتهازية، النفاق، الكذب هي ملامح مؤلمة نصدم بها عند تعاملنا مع الآخرين ضمن إطار الصداقة.
فشل وانهيار تجارب الصداقة لا يجب أن تجعلنا نعتقد أن هذه الدائرة ليست بذات الأهمية، الأصدقاء هم ملح الحياة بحق. ولكن كم من التركيز يستحق الأصدقاء من وقتنا في هذه الحياة؟ مع الوقت، سيكتشف المرء أنه في حاجة لتكوين دائرة أصدقاء صغيرة، قليلة العدد، عظيمة في الدعم المعنوي، ربما لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ويستحقون من وقته وتركيزه شيء معقول بين الحين والآخر. عندما يتذكرهم، يتذكر دائماً أنهم هنا وهناك، دائماً هنا وهناك له.
دائرة العمل
يقضي المرء ثلث عمره في النوم، ويقضي ثلث آخر في وظيفته. إذا كان تواصله وتفاعله مع دائرة الأصدقاء يتم بشكل دوري، فإن تفاعله مع دائرة العمل تستهلك ثلث يومه من خلال مركزه/وظيفته/مشروعه. نجاح المرء في فهم بيئة عمله وإعطاؤها التركيز الذي تستحقه، ينتج عنه رضا وسعادة شخصية، كما يؤدي إلى نجاح مادي يساعد في دعم بناء حياة عائلية كريمة. تستحق دائرة العمل من تركيز المرء ما يكفي لجعله يشعر بالإنجاز والنجاح فينعكس على الدوائر الأخرى. وإذا وجد أنه لا يمكنه تحقيق إنجاز مادي/معنوي من خلال موقعه، فعليه البحث عن وظيفة/مجال جديد إذا استطاع.
لا يجب أن تشغل دائرة العمل كل تركيز واهتمام المرء طوال الوقت، فالحياة أكبر من أي وظيفة مهما كانت.
دائرة المجتمع
بعد الذات والعائلة والأصدقاء والعمل، يأتي المجتمع. الاهتمام بالشأن العام والتركيز عليه لا يجب أن يستحوذ على كامل وقت وتركيز المرء بحيث يجعله يفقد البوصلة ويلغي ذاته وعائلته وعمله من دوائر الاهتمام والإنجاز. كثير من الذين يفشلون في الدوائر السابقة يهربون -بدون شعور- إلى التركيز على الفضاء العام بحيث تستغرق متابعة الأحداث والسياسة من وقتهم أضعاف ما يعطونه لذاتهم وعملهم وأهاليهم.
اهتمام المرء بالمجتمع والشأن العام يجب أن يكون هدفه السعي لتحقيق أثر إيجابي والإصلاح والتغيير لأجل مستقبل الفرد والعائلة. يستطيع المرء -بعد معرفة ذاته وقدراته واهتماماته- اختيار الدائرة المناسبة له في المجتمع والتي يمكنه من خلالها إعطاء تركيز معقول لتحقيق تغيير وأثر إيجابي.
القول بأن دائرة المجتمع هي دائرة هامشية لا تستحق التركيز والاهتمام هو خطأ كبير، فنحن نعيش بين ومع الناس، ويهمنا الشأن العام وما يحدث فيه لأجل واقعنا ومستقبلنا. ولكن اعتقاد المرء أنه بقدراته المحدودة يستطيع التأثير على الأحداث والسياسات وتغييرها، والتعلّق الذاتي بمحاولة الإنجاز في هذه الدائرة هو مغامرة كبيرة. المطلوب أن يعطي المرء من وقته وجهده لمجتمعه ما يكفي ليشعره بأنه شخص إيجابي يسعى للبناء وإضافة شيء ذي قيمة، وليس مطلوب ولا متوقع منه تغيير الواقع ككل. تعليق الشاب آماله وأحلامه بتغيير المجتمع في الغالب سيجعله يقضي معظم تركيزه في هذه الدائرة ويسرق عمره، ويكتشف بعد سنوات أنه لم ينجز شيء يذكر على المستوى الذاتي والعائلي والعملي، وأن التغيير الذي كان يأمل في صناعته على مستوى مجتمعه لم يتحقق. وكثيراً من الذين يصدمون بهذه النتيجة، يعودون للنقمة على المجتمع وكرهه لأنهم يشعرون بأنهم أضاعوا سنوات في مجال كان أصعب من قدراتهم الفردية.
دائرة العالم
اهتمام المرء وتركيزه على العالم الخارجي (ما هو خارج ذاته وعائلته وعمله وأصدقائه ومجتمعه) هو من فائض وبذخ الاهتمام. عندما تحصل كارثة في مكان ما، فالإنسان الطبيعي يشعر بالتعاطف والمواساة نحو المصابين، ربما يتبرع بالمال وتنبيه الآخرين حول ما حدث ودعمهم. ولكن ليس بيديه في الغالب تغيير أمور تقع في أماكن وبلدان أخرى بعيدة عنه، ولذلك فإن من المنطقي أنه إذا كان لديه وقت ورغبة في الاهتمام بالشؤون العامة وإصلاح المجتمع الذي يعيش فيه، أن ينظر لمناطق مناسبة في مجتمعه تستحق تركيزه ووقته واهتمامه. يؤسفني انقراض دب الباندا في بلدانها، ولكن لا أظنها تستحوذ على ترتيب مهم في قائمة اهتماماتي وتركيزي.
ماذا عن الله عز وجل ودائرة الدين؟
الدين يقودنا لفهم الدوائر التي نحتك بها طوال حياتنا وكيف نتعامل معها، هو ليس شيء منفصل ولا دائرة لوحده. الفهم الصحيح للدين ودوره، يجعلنا نستنير به فيقودنا لنكون مسالمين وناشرين للخير عبر احتكاكنا مع كل الدوائر. ما يريده الخالق من خلقه هو أن يعمّروا هذه الحياة وهذه الأرض بالخير والسلام، نستنير بالدين في فهمنا وتعاملنا مع ذواتنا، وذوينا، وفي عملنا، ومع أصدقائنا، وفي إصلاح المجتمع. نحتاج لبعد أخلاقي وتشريعي ينير دربنا ونحن نتعامل مع الدوائر المختلفة، وهذا دور الدين.
يبدو كل شيء يستحق الاهتمام والتركيز، ولكن أعمارنا قصيرة وقدراتنا محدودة، ما الحل؟.
رأيي أن التركيز دائماً مطلوب، ولكن هبة الحياة وتنوعها وروعتها أجمل وأعظم من أن يقضي المرء عمره كله لا يعمل ولا يهتم ولا يجرب إلا في مجال واحد. خطورة هذه الرؤية أنها يمكن أن تقود المرء للتشتت والضياع وربما قضاء العمر وعدم إنجاز شيء يذكر فيه. أرى أن توزيع الاهتمامات بشكل مختلف بحسب المراحل العمرية وإعادة ترتيبها هو الحل الفعال.
تأتي فترات، أرى أن لذاتي أولوية قصوى وتركيز كبير من وقتي واهتمامي، هذا التركيز والاهتمام يترجم على شكل استغراق القراءة جزء كبير من وقتي، الذهاب للنادي الرياضي، السفر والترفيه الشخصي والاهتمام بأمور شخصية صغيرة مثيرة لاهتمامي. كل الدوائر الأخرى تأخذ من وقتي تركيز واهتمام أقل بحيث أكاد أظهر أنني أعيش خارج هذا العالم.
وتمر فترات يكون فيها تركيزي التام على عائلتي وعملي، غير مكترث بذاتي والمجتمع وأي شيء آخر. ينتج عن ذلك إنجاز جيد ينعكس على الحياة العائلية والعملية، يجعلني بعدها ألتفت لدوائر أخرى وأرفع من تركيزي عليها.
وهناك فترات، كان تركيزي فيها على المجتمع ومحاولة تحقيق أثر وإصلاح أمور أراها تستحق الوقت والتركيز (في مرحلة عمرية كان ذلك من باب الحقوق والسياسة، والآن من خلال أبواب التعليم والريادة الاجتماعية والمبادرات). إنجاز شيء أراه ذا قيمة على مستوى المجتمع يولّد شعور رائع بأنني حي وجزء من المجتمع ولي أثر.
وأنت تسير في هذه الحياة وتقضي عمرك، طبيعي أن تأتي فترة تتصدر إحدى تلك الدوائر تركيزك واهتمامك أكثر من غيرها، هذا لا يجب أن يجعلك تهمش وتتناسى باقي الدوائر، ولكن تقرر أنك في هذه الفترة تجد نفسك واهتمامك وحماسك في هذه الدائرة بالذات. وبعد قضاء بعض الوقت فيها ومحاولة تحقيق إنجاز شخصي ما، تبرز دائرة أخرى لتحل محلها وتجعل باقي الدوائر في مراتب أقل أهمية وهكذا.
أسوأ ما تفعله برأيي أن تقضي حياتك من بداية شبابك وحتى كبر سنك منغلقاً على دائرة واحدة، ستكتشف بعد فوات الوقت أنه كان بإمكانك استكشاف روعة الحياة بتجربة الاهتمام وعمل شيء من خلال دوائر أخرى تنجز فيها أمور رائعة.
من المستحيل أن تركز وتهتم بكل دائرة وكل شيء بنفس القدر في نفس الوقت. ومن السيء أن تهتم بدائرة واحدة طوال الوقت وطوال العمر. ولذلك فالحل الذي أراه من تجربة شخصية هو حل جيد، أن تتقبل تغير دوائر اهتماك وتركيزك مع الوقت وصعودها ونزولها في الترتيب وأنت تسير في هذه الحياة.
البعض جرّب هذا الأسلوب وفشل فيه، والبعض -مثلي- يشعر بأنه نجح في التعامل بهذه المنهجية. هناك من يرى في هذا الأسلوب تشتت، ولكن أرى فيه استغلال مقبول للوقت والعمر واكتشاف لجماليات الحياة وقدراتي كفرد في العمل والإنجاز ضمن دوائر متعددة.
كنت سأشعر في غاية السوء لو اكشتفت أنني قضيت العشرين سنة الماضية مركزاً على ذاتي فقط لأنني سأكون بذلك في غاية الأنانية والحماقة، أو أنني ركزت فيها على عملي فقط متناسياً ذاتي وعائلتي فبالتالي فاتت علي سنوات الشباب ولم أستمتع بها بشكل شخصي وعائلي ولم أترك أثرًا في المجتمع، أو أنني ركزت على إصلاح المجتمع فقط ولم أهتم بذاتي وعائلتي وأصدقائي، فأعود ناقماً على المجتمع الذي سرق عمري ولم يحصل فيه الإصلاح الذي كنت أسعى له. ليس هناك من يحقق إنجازات متساوية في كل الدوائر بتساوي عبر العمر، ولكن النجاح في بعضها ممكن أن يعوض الإخفاقات في أخرى وهكذا..
الناس تختلف من حيث القدرات والتفكير والظروف، والمنهجية التي ربما نجحت معي لا تناسب غيري، وما نجح مع غيري ربما لم يكن ليناسبني. المهم أن يجتهد المرء فيحاول أن يضع له رؤية شخصية ما لكيف يريد قضاء عمره على سطح هذا الكوكب، حتى لا يصيبه الندم بعد عمر طويل على فوات الوقت..