حصلت على استثمار جريء؟ مبروك يا بطل..
حسناً، أعلنت عن جولة استثمار جريء حصل عليها مشروعك مؤخراً. الف مبروك، وتمنياتي لك بحجم استثمارات ونجاحات لا تنتهي ولا تنقطع. ولكن كيف ستحتفل؟
الشيء الذي يجب أن لا يغادر مخيلتك هو التصور والوصف الصحيح لعملية الاستثمار في مشروعك. حصول مشروعك على استثمار هو جزء من مرحلة نجاح ومؤشر اطمئنان وليس النجاح بحد ذاته. ليس هدفك من تأسيس مشروعك هو الحصول على استثمارات، بل تأسيس مشروع يقدم قيمة مضافة يرضى عنها شريحة عملاء سعيدين، وترجع بعوائد وأرباح على المؤسسين والمساهمين. نجاحك في الحصول على استثمار شيء، ونجاح مشروعك في الوصول لأهدافه الحقيقية شيء آخر.
جولة الاستثمار الجريء التي نجحت فيها، مثل أنبوبة أكسجين جديدة حصل عليها مشروعك، تساعدكم كفريق عمل في الاستمرار والنمو والبقاء أحياء حتى يحتاج المشروع أنبوبة أكسجين جديدة، أو يصل لمرحلة الأمان (الربحية والنمو الذاتي بدون الحاجة لجولات استثمار جديدة)، أو يستحوذ عليكم جهة أكبر بعائد مجزي.
المستثمر الجريء هو شخص ثري (أو صندوق) يرى ببساطة أن “عندك سالفة”، وأن فكرتك تستحق المخاطرة، وأنك حتى الآن تبدو جاد و “قدمت أداء طيّب” بحسب الموارد التي بين يديك، وأنه بشكل عام “فيك أمل”، فيعطيك بعض المال حتى ترجعه له مضاعفاً عدة مرات لكي تزداد ثروته تضخماً.
المستثمر الجريء لم يضع ماله معك لكي يصبح صديقك، أو إعجاباً في شكلك أو كلامك أو شهرتك. سبب استثماره ليس “مساعدة الشباب” ولا صنع الوظائف وفتح البيوت، ولا “حب الخير” ولا لأنك أحسن واحد في العالم حالياً كما تتوقعه يراك، ولكن ببساطة لكي تضاعف له ما يعطيك من مال فتساهم في مضاعفة ثروته.
لذلك يا عزيزي عليك أن تحتفل قليلاً لأنك وجدت من يستعد في المخاطرة معك بماله، ولأن مشروعك سيدخل في مرحلة جديدة من التوسع، وأن هذا الاستثمار سيساعدك في تنفيذ ما كنت تتمناه من أفكار. ولكن عليك كذلك أن تقلق لأنك وضعت فوق رأسك من يحاسبك ويراقبك ويطاردك ويسائلك عن ماذا فعلت، ولماذا، ومتى ستعيد له أمواله مع الأرباح. وقد كنت قبل ذلك سيّد مشروعك تسيّره كيفما تشاء، وبالسرعة التي تشاء، ولا يكاد يحاسبك أحد.
المبالغة في الاحتفال ترسل رسالة بأنك ما صدقت وجدت أحد يؤمن فيك وفي تفكيرك، كأنك بشكل آخر تقول أنك كنت تشك في قدراتك. احتفل قليلاً، وأبدأ في القلق أعانك الله، ولو كنت تستطيع أن تؤسس وتدير وتوسّع مشروعك بدون استثمار جريء فافعل ولا تتردد.