التاجر الفنّان و الفنّان التاجر
أنا من المؤمنين بضرورة الفصل بين شخصية الفنّان والتاجر لكي ينجح العمل. القيادة والقرارات الإدارية وفنون التسويق أمور تتطلب برودة أعصاب وتقديم الأرقام على عوامل أخرى. والفنان بطبعه يملك حساً مرهفاً، ويقدّم ذوقه وإحساسه على باقي الأمور.
هذا نص جميل من بائع الكتب ورّاق، بين حين وآخر يدوّن نصوصاً بديعة، وإن كان بخيل الإنتاج.
بالنسبة إلي فإنّ ورّاق هو تاجر ذو حس وذوق فنّي/أدبي، وهذا تموضع جميل يساعده على النجاح في تجارته.
مشكلة التاجر الفنّان أن صوت الفنان في داخله يتعملق مع الوقت، ويضغط عليه لكي يحث الخطى على نحو جاد في فنه، والبعض يخاطر فينصت لصوته الداخلي هذا ويتبعه. قليلٌ من ينجح، والأغلب بظني يأخذه ذلك الصوت إلى دروب المتاهة، فيفقد تركيز التاجر، ولا يحقق نجاحه الفني الذي كان يصبو إليه.
أما الفنّان التاجر بذاته وبدون شريك يتولى الجانب التجاري، فهو حالة نادرة.