يا للهول، ماذا جرى لشباب هذه الأيام؟
لا أعتقد يوجد شخص إلا وقد سمع كبير سن ينتقد بضرواة “شباب هذه الأيام”، ويؤكد بشكل حاسم أن الشباب في الماضي كان أفضل، وأكثر رقياً وأدباً واحتراماً من شباب اليوم. الحقيقة أن في ذلك شيء من المبالغة، وهذه المقولة تتكرر دائماً على مدى العصور والأزمان.
وجدت الكلمات التالية منقوشة قبل 6000 عام على أثر فرعوني يشتكي فيها أحدهم قائلاً:
إننا نعيش في عصر الإنحلال، لم يعد الشباب يحترم والديه. شباب اليوم وقح، فظ، مستعجل لا يعرف الصبر، لا يكادوا يغادرون المراقص والحانات، ولا يسيطرون على تصرفاتهم.
وفي القرن الرابع قبل الميلاد، قال الفيلسوف أفلاطون:
ما الذي يحدث لشبابنا؟ لا يوقرون كبارهم، ولا يسمعون كلام آبائهم، يتجاهلون القوانين، يعربدون في الشوارع بمشاعر بهيمية، أخلاقهم منحلّة.
وفي 1274 بعد الميلاد، كتب بطرس الناسك:
شباب اليوم لا يفكر إلا بنفسه. إنهم لا يحترمون آبائهم وكبار السن، قليلو الصبر، لا يضبطون أنفسهم وتصرفاتهم... الفتيات جريئات، متبرجات، وغير مهذبات في أسلوب كلامهن وتصرفاتهن وملابسهن.