مناعتك ضد الرفض: درع طموحك في وجه التحديات

إذا كنت صاحب طموح، فيجب أن يكون لديك مناعة ضد الرفض، فبدونها ستتبخر طموحاتك سريعاً.

صاحب الطموح هو صاحب فكرة تغيير ما، والتغيير مرغوب كفكرة حالمة وجميلة، ومكروه ومعقّد حين يبدأ. وفي العادة، يكتشف أصحاب التغيير -في وقت متأخر- أنه يتضمن مخاطر مجهولة أكبر مما كانوا يعتقدون.

وعندما يلتقي صاحب الطموح بصنّاع قرار، سيكون جوابهم الافتراضي هو “لا”، إذا كان عمق التغيير الذي يطرحه كبيراً، وهذا الجواب المنطقي في معظم الأحوال، لأن الناجح هو من يقول “لا” معظم الوقت، و “نعم” في الوقت المناسب.

سلسلة الرفض التي تواجهها ليست مسألة شخصية، وليست لها علاقة بك وبأحلامك وطموحاتك. العالم ليس ضدك، لا يوجد أحد “مستقعد” لك، الكون لا يدين لك بشيء لمجرّد أن لديك طموحاً، وتعمل على تحقيقه. هناك مئات الملايين غيرك لديهم طموحات أكبر من طموحك، وأحلام أعظم من حلمك، يجتهدون أكثر منك، وأمامهم مصاعب لا تُقارن بما تمر به.

لن تنجح في كسر سلسلة الرفض باللجوء إلى طرق مختصرة غير ناجعة، مثل وهم “قانون الجذب”، معتقداً أنّه سيفتح الأبواب، ويجلب القبول. لو بقيت كل عمرك تستحضر النوايا، وتتأمّل وتستدرج الكون ليحقق أمانيك، فلن تحصل على شيء، لأنّها محاولات تتضارب مع سنن الحياة. حتى مريم عليها السلام، وهي حامل، وهموم العالم فوق رأسها، كان عليها أن تتحرّك وتهزّ جذع النخلة، حتى يتساقط عليها رطباً جنياً، وقد كان بمقدور الخالق أن يرزقها مكانها بدون طلب الجهد منها.

ما دمت مؤمناً بفكرتك، ولديك مؤشرات قبول واقعية من السوق، فعليك أن تتعامل مع الرفض بهدوء أعصاب، شيء طبيعي وجزء من الرحلة، تبني تدريجياً مع الوقت مناعة ضد الرفض، تتعامل بروح رياضية مع كل “لا” تواجهها، تتقبّلها بسعة صدر، ولا تسمح بتعمقها داخلك.

إن لقيت القبول مع الوقت وحققت طموحك، فهذا المأمول. وإن فشلت، فتكون قد خرجت وأصبح جلدك ثخيناً مع الوقت، يتحمل الرفض والمشاكل والإحباطات والتحديات، وهذا ما سيعينك بإذن الله في التعامل مع الحياة وصروف الدهر، وحتى مع طموحاتك وأفكارك وأحلامك المستقبلية.