كل الناس رائعين وقتما لا يوجد مشكلات، وتكون الأمور مستقرة
كل الناس رائعين وقتما لا يوجد مشكلات، وتكون الأمور مستقرة.
في الحياة العائلية، بين الأصدقاء، بين الشركاء في مجال الأعمال، وكذلك بين أفراد المجتمع، لا يمكن الحكم بحق على معدنك ومعدن غيرك إلّا في المحن وعند مواجهة التحديات.
كتب ألبرتو مورافيا في "الشوشارية" على لسان أحد شخصياته:
وهنا أريد أن أقول إن الحرب هي اختبار عظيم، وإنه يجب أن نحكم على الناس خلال زمن الحرب، وليس خلال السلام، أي ليس عندما يسود القانون واحترام الآخرين والخوف من الله، بل عندما لا تكون هذه الأمور موجودة، فيتصرف كل شخص على هواه، وكما تملي عليه طبيعته، دون أي ضابط أو مراعاة لأي شيء.
الخلاصة أن الحرب تعني، كما قلت، اللصوصية بالإضافة إلى القتل. ومن لا يقتل، ولا يسرق في زمن السلام، ولو كان مقابل ذهب العالم كلّه، فإنّه خلال الحرب سرعان ما يجد في أعماق قلبه الغريزة الموجودة في قلب كل إنسان، التي تحثّه على السرقة والقتل. وهو يجدها لأنّ الجميع يشجعونه على اكتشافها، بل ويقولون له طيلة الوقت إنّ تلك الغريزة هي الغريزة الصالحة، وإنّ عليه أن يعهد بنفسه إليها، وإلا فإنّه لن يكون جندياً حقاً. عندها يأخذ في التفكير في داخل نفسه:
«نحن الآن في حرب... وسأعود كما كنت في زمن السلام عندما يحلّ السلام... أمّا الآن فسأترك العنان لنفسي».
لكنّه يا للأسف، لا يتاح لأحد ممّن سرق أو قتل، ولو في زمن الحرب، أن يأمل في الرجوع ذلك إلى ما كان عليه في السابق، هذا على ما أراه أنا على أقلّ تقدير، مثالٌ على ذلك هو أن تتوهم امرأة عذراء أنّها ستعود عذراء بعد أن تفقد عذريتها، وذلك بفعل معجزة لم يسبق لها أن تحققّت.
إنّ اللصّ ما إن يسرق والقاتل ما إن يقتل، ولو كان يرتدي البزّة العسكريّة، أو يتقلّد الأوسمة الرفيعة، فإنه سيبقى لصّاً وقاتلاً إلى أبد الآبدين.