تخطى الى المحتوى

ما يجب أن يكتبه موظف ستاربكس على كوبك بدلاً من اسمك

فؤاد الفرحان
فؤاد الفرحان

مارك مانسون من أبرز المدونين الذين تعرفت عليهم العام الماضي، أتابع عن كثب كل ما يكتبه وأجد المتعة دائماً في أفكاره. تدويناته المطولة في الغالب تحفة رائعة في فن التعبير والكتابة الخفيفة على النفس. تدور أطروحاته حول التعامل مع ضغوطات الحياة ككل وبالذات في هذا العصر الرقمي الذي نحاول جاهدين مقاومة سلبيات الشبكات الإجتماعية والسوشل ميديا.
كتابه الثمين “فن اللامبالاة” وضعه على المشهد العالمي، دخل قائمة الكتب الأكثر مبيعاً ومازال باستحقاق لأنه يطرح نظرة ملفتة تجاه الإيجابية تختلف بشكل جذري عن أطروحات المدارس الخادعة التي اكتسحت العالم العقدين الماضية، وأقصد مدرسة البرمجة اللغوية العصبية و مدرسة قانون الجذب وأخواتها.

التقطت هذا الأسبوع من مكتبة جرير، النسخة العربية من كتابه الجديد “خراب: كتاب عن الأمل”، وهو عنوان لطيف لترجمة العنوان الأصلي “Everything is F*cked: A Book About Hope”. في الفصل الأول يقول:

لو كنت أعمل لدى ستاربكس لما كتبت أسماء الناس على الأكواب التي يتناولون قهوتهم فيها، بل لكتبت ما يلي:
في يوم ما، ستكون قد متّ، أنت وكل من تحبّهم. وبعد ذلك، لن تكون هناك أي أهمية لأي شيء مما قلته أو فعلته في حياتك إلا لفترة قصيرة وضمن نطاق مجموعة صغيرة من الناس الذين يعرفونك!
هذه هي حقيقة الحياة التي لا نستطيع مواجهتها. ليس كل ما تفكر فيه، أو تفعله، إلا محاولة مضنية لتجنّب هذه الحقيقة. لسنا أكثر من غبار كوني لا أهمية له. لسنا أكثر من غبار يتحرّك ويدور على شذرة زرقاء ضئيلة سابحة في الكون. لكننا نتخيل أن لنا أهمية. ونخترع لأنفسنا غاية.. نحن لا شيء.
إذاً، استمتع بقهوتك اللعينة.

ربما يبدو لأول وهلة أن هذا طرح شخص عدمي، يائس من الحياة ويلعنها. ولكن الحقيقة أنه عكس ذلك تماماً في كتابه هذا وكتبه ومقالاته المطولة التي تدعو للاحتفاء بالحياة مع تقبل عميق لتحدياتها ومصاعبها كجزء من مشوارنا. أسلوبه الصادم في الكتابة يثير التفكير، ويعيد المرء للواقع ويخفف من غروره الذي تزرعه داخله الحياة المادية والرأسمالية التي تبشر بأطروحات تعظيم الإنسان وقوته وخلوده.

بالنسبة لي، أفضّل أن يتعامل معي خطاب صريح صادم لا يجامل، يناقش الحياة والواقع كما هو بدون زيف ولا مبالغات، ثم يطرح حلول منطقية يمكن تبنيها بشكل شخصي بدون أن نضع فوق أكتافنا أثقال تعطّل حركتنا أو أوهام تجعلنا نعيش في دوامات من الكذب على الذات.


تدوينات أخرى

للأعضاء عام

لا يوجد نقص في أعداد المشاركين بتعليق المشانق!

قررت يوماً -بكامل إرادتي وقواي العقلية- أن أتنازل عن حقي الأصيل في الحديث حول الأمور والتجارب التي لا تعجبني، تركت هذه المهمة في السوشل ميديا إلى باقي البشر هناك، وقد كان أحد أجمل القرارات الشخصية.

لا يوجد نقص في أعداد المشاركين بتعليق المشانق!
للأعضاء عام

في حب أبحر، ولماذا لم أنتقل إلى الرياض!

بنيت منزلي في "أبحر" قبل 12 عاماً، اخترت قطعة أرض قريبة من أطول برج في العالم، تعثّر البرج، وأظنه مات، ولكن جمال الحيّ ازداد مع السنوات

في حب أبحر، ولماذا لم أنتقل إلى الرياض!
للأعضاء عام

أفضل جهاز للقراءة الالكترونية لم يعد الكندل، أهلاً بالأنيق Palma

اعتدت كل عام أن أهدي نفسي شيئاً ما مميزاً في عيد رمضان، وهذا العام كنت محظوظاً بشدة عندما اشتريت هذا الجهاز البديع.

أفضل جهاز للقراءة الالكترونية لم يعد الكندل، أهلاً بالأنيق Palma