تخطى الى المحتوى

كسل الأربعينات؟ ماذا يحاول لص سيارتي قوله لي؟

فؤاد الفرحان
فؤاد الفرحان
2 دقائق قراءة
كسل الأربعينات؟ ماذا يحاول لص سيارتي قوله لي؟

أحد عيوبي المستحدثة في السنوات الفائتة هي عدم إسراعي في إصلاح جهاز ما أملكه إذا تعطل جزئياً، بل أواصل استخدامه ما دام يعمل، حتى تسمح الظروف بالصدفة بإصلاحه أو يموت.
توقف ريموت سيارتي عن العمل العام الماضي، بدلاً من أن أتوجه للوكالة لإعادة برمجة المفتاح، أصبحت أفتح السيارة يدوياً عبر إدخال المفتاح في قفل الباب عوضاً عن استخدام الأزرار الموجودة فيه.
قبل شهرين، أصبح باب السيارة لا يستجيب للمفتاح عند الإدخال، ومرةً أخرى بدلاً من الذهاب لإصلاحه، أصبحت أغلق الأبواب بدون قفلها. بمعنى، أنه يمكن لأي شخص فتح باب السيارة أي وقت يجدها متوقفة أمام المنزل أو المكتب أو أي مكان.
لا أضع أشياءً ثمينةً في سيارتي، لا يوجد فيها في العادة غير الكتاب الذي أقراه، حيث أضعه على معقد الراكب بجانبي.
لست خائفاً من السرقة، وأقنعت نفسي بأنه لو كان هناك لصاً ينوي سرقة السيارة والهرب بها، فلن يمنعه إغلاق أبواب السيارة بالقفل من كسر الزجاج ثم سرقة السيارة والفرار بها.

منذ بداية رمضان هذا العام، أصبحت أصلي التراويح في مسجد الحي المجاور، وجدت أن صوت الإمام جميلاً جداً. أوقف سيارتي مع باقي السيارات في المواقف هناك.
في أحد المرات، لاحظت بعد خروجي أن هناك من قاده الفضول لفتح باب سيارتي. لم يسرق شيئاً، ولكنه وضع كتابي في كرسي السائق بدلاً من كرسي الراكب، كما كنت قد تركته فيه قبل الصلاة.
توقعت أنها المرة الوحيدة، وعدت ثاني يوم للمسجد ناسياً الموضوع وأوقفت السيارة في نفس المكان. عندما خرجت، وجدت أن باب السيارة مردوداً وليس موصداً كما تركته، ومازال كتابي موجوداً.
بعدها بأيام، وجدت أنه قد ترك كتابي فوق "الطبلون" خلف مقود السيارة.
بالأمس وللمرة الرابعة، وجدت أنه قد تصفح الكتاب بعد تغيير مكانه، وسرق الفاصل الذي كنت وضعته عند الصفحة التي وصلت لها، واستبدل الفاصل بورقة شجر.
المفروض أن تكون هذه مؤشرات كافية لي، ولكن فضلاً عن الذهاب للوكالة أو الورشة لإصلاح المفتاح والقفل، قمت بتغيير المسجد والصلاة خلف إمام آخر صوته ليس بجمال الأول.

بحثت في الإنترنت عن تشخيص لحالتي هذه، إذا كان هناك تحليل أو أبحاث حولها، ولكن لم أجد جواباً مقنعاً. هل يمكن وصف حالتي بالكسل والإهمال؟  
لا أظن ذلك تشخيص دقيق، حيث أنني حريص ونشيط جداً في حياتي العملية والعائلية، ولست مشغولاً بتلك الدرجة التي تمنعني من حل مشكلتي هذه.
أعمل في النهار والليل، أقضي ساعة كل يوم في النادي الرياضي قبل الإفطار، وأقرأ بنهم كبير في رمضان.

قاعدتي التعيسة أصبحت: ما دامت تعمل وتؤدي الغرض، فليس بالضرورة الإسراع في إصلاح خللها.  

وهذا ينطبق نوعاً ما على علاقاتي بالناس. لاحظت أنني منذ سنوات، عندما يخذلني شخص ما أثق به، فإنني لا أحاول الاستفسار وفتح حوار والعتب وإصلاح الوضع، بل أكتفي بالصمت وإعادة تقييم العلاقة من طرف واحد وتخفيفها وأتجاوز، أشعر بالاكتفاء والاستغناء ولله الحمد.
لا يدفعني الخذلان للقطيعة، ولكن خفض التوقعات واستمرار العلاقة بحدودها الدنيا بحسب الاحتياج حتى  تنتهي أسباب العلاقة.


تدوينات أخرى

للأعضاء عام

لا يوجد نقص في أعداد المشاركين بتعليق المشانق!

قررت يوماً -بكامل إرادتي وقواي العقلية- أن أتنازل عن حقي الأصيل في الحديث حول الأمور والتجارب التي لا تعجبني، تركت هذه المهمة في السوشل ميديا إلى باقي البشر هناك، وقد كان أحد أجمل القرارات الشخصية.

لا يوجد نقص في أعداد المشاركين بتعليق المشانق!
للأعضاء عام

في حب أبحر، ولماذا لم أنتقل إلى الرياض!

بنيت منزلي في "أبحر" قبل 12 عاماً، اخترت قطعة أرض قريبة من أطول برج في العالم، تعثّر البرج، وأظنه مات، ولكن جمال الحيّ ازداد مع السنوات

في حب أبحر، ولماذا لم أنتقل إلى الرياض!
للأعضاء عام

أفضل جهاز للقراءة الالكترونية لم يعد الكندل، أهلاً بالأنيق Palma

اعتدت كل عام أن أهدي نفسي شيئاً ما مميزاً في عيد رمضان، وهذا العام كنت محظوظاً بشدة عندما اشتريت هذا الجهاز البديع.

أفضل جهاز للقراءة الالكترونية لم يعد الكندل، أهلاً بالأنيق Palma