جيل زد الألماني: 81% يرفضون الموت من أجل الوطن

قرأت أمس تقريرًا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب الأوكرانية، ولفت انتباهي ابتكار الجيش الأوكراني نظام نقاط يشبه الألعاب الإلكترونية لتحفيز جنود وحدات الطائرات المسيرة. صُمم النظام كالتالي:
- 6 نقاط لكل جندي مُستهدَف.
- 20 نقطة لكل دبابة متضررة.
- 40 نقطة لكل دبابة مدمّرة.
- 50 نقطة لكل منصة صواريخ مدمّرة.
يحصل الجنود مقابل النقاط على مزايا تشمل معدات عسكرية جديدة وغيرها.
تبدو الفكرة للوهلة الأولى مستنسخة من حلقة في مسلسل «بلاك ميرور»، لكن أشعر أن التعامل الدائم مع الذكاء الاصطناعي يُفقد الناس شيئًا من إنسانيتهم يومًا بعد يوم، ويُقسّي قلوبهم.
هذه الثورة التاريخية تُفجّر أحلامًا قديمة مدفونة في أعماق البشر، وأعظمها حلم القوة والسيطرة. مع الذكاء الاصطناعي، أصبحنا أقرب من أي وقت مضى إلى مستويات غير مسبوقة من تلك القوة، خاصة عسكريًا، حيث سيصبح التفوق في المعارك مرهونًا بقدرات الذكاء الاصطناعي لدى كل طرف.
رغم عملنا في رسال منذ سنوات طويلة في قطاع الولاء والنقاط والتحفيز، لم يخطر ببالي يومًا أن تمتد تطبيقاته إلى المجال العسكري، والأسبقية الآن تُسجّل للأوكرانيين.
وعلى ذكر الولاء، مررت بتقرير آخر صادم عن جيل زد الألماني، يقول أنّ 69% من الألمان بين 15 و35 عامًا غير مستعدين لحمل السلاح دفاعًا عن وطنهم، وترتفع النسبة إلى 81% عند الحديث عن الموت من أجله.
يرى الباحثون أن الأسباب الرئيسة هي:
- ميل الجيل نحو الفردانية والمادية وبناء الثروة والاهتمام بالمستقبل أكثر من الأجيال السابقة.
- ارتباطه الوثيق بالتكنولوجيا التي كسرت الحدود، وأضعفت قداسة الانتماء الوطني.
- تحويل وسائل التواصل الاجتماعي مفهوم «الوطن» إلى شيء نسبي، مع اتساع دائرة العلاقات الافتراضية بلا قيود جغرافية.
من يصدّق أن هذا الجيل الألماني الذي يرفض حمل السلاح دفاعاً عن وطنه – فضلًا عن التضحية بحياته – هم أحفاد الجيل الأكثر تطرفًا وولاءً لزعيمهم ووطنهم، الذين أرعبوا أوروبا والعالم لعقد كامل!
من الواضح أن جيل زد يحتاج له شغل في كل مكان.. :)