مر عليَّ اليوم لأول مرة تخصص اسمه كوتش طلاق Breakup Coach، والصدمة الثانية كانت عندما عرفت عن شيء اسمه شهر الطلاق Breakup Moon. ما هذا الهراء يا قوم؟

أعلم أن الطلاق قرار مهم، ولكن هل يحتاج المرء إلى الذهاب إلى كوتش طلاق حتى يساعده في اتخاذ قرار شخصي كهذا؟
ماذا أبقيت من ثقة في نفسك؟
ماذا تجيد إذا كنت لا تجيد اتخاذ قرارات شخصية؟
متى سيملك الفرد مهارة التأمل والتحليل والتفكير ثم النضج، إذا كان يحتاج إلى كوتش في كل مجال في حياته؟

ثم لماذا فجأةً أصبح هناك كوتش في كل مجال؟
كوتش في اختيار التخصص الجامعي، وآخر في الزواج، وثالث في الطلاق، ورابع في النادي الرياضي، وخامس في الأمور النفسية والحياة؟ هل يحتاج الناس فعلاً إلى كل هؤلاء “الاستشاريين”؟
كيف ينضج الإنسان، وكيف تُبنى ثقته في نفسه، ويتغير تفكيره، إذا لم يبحث ويقرأ، ويعمل بنفسه على نفسه، واختار كل مرة أن يذهب إلى طلب المساعدة في كل صغيرة وكبيرة في حياته من غرباء يزعمون أن لديهم الأجوبة؟

هل المسألة كسل واختصار وقت؟ أم قلة وعي؟ أم خوف من اتخاذ القرارات؟
بدلاً من أن يخوض المرء تجربته بشجاعة، يقرر أن يذهب إلى آخر يقدم نفسه كمتخصص، يدفع له المال، منتظراً منه أن يتخذ له قراراً ما نيابة عن نفسه.

وأخيراً، ما هذه الحياة المهنية الزفت التي يعيشها كوتش الطلاق هذا؟
تخيل أن يقوم دخلك على تشجيع الناس على الطلاق، وإقناعهم بالاشتراك معك في جلسات طويلة للتأكد من تعافيهم النفسي كما تحاول أن تقنعهم.