عن تحقيق الذات، كيف وضع درجاتك مع هرم ماسلو؟
يمر على الشخص الطبيعي بين حين وآخر تقلّب في المزاج، معنوياته تتأرجح بين القمة والقاع بحسب ظروفه العملية والشخصية والأحداث من حوله. غير الطبيعي هو أن يكون الشخص متفائل ومقبل على الحياة طوال الوقت، أو متشائم ومنكفئ على نفسه باستمرار. في الحالتين إما يكون مخادع لنفسه أو لديه مشكلة تستحق الالتفات لها والتعامل معها بشجاعة.
تقلّب المزاج وهبوط المعنويات يكون أحياناً مؤشر لوجود احتياج ما لدى المرء ويواجه صعوبة في تحقيقه. ولكن ما هي الاحتياجات الفردية؟
في 1943 ابتكر ابراهام ماسلو ما يعرف منذ ذلك الحين ب “هرم ماسلو”، وهو تمثيل لنظريته حول ترتيب حاجات الإنسان ووصف الدوافع التي تُحرّكه. كلما كانت احتياجات الفرد متحققة فإنه يكون في وضع نفسي متزن، والعكس في الغالب صحيح. طبعاً هناك آراء ناقدة لنظرية ماسلو، ولكن تبقى نظرية تحتمل الصحة بشكل كبير. هرم ماسلو الأساسي يتكون من 5 مستويات، ولكنه تطور مع السنوات ليصبح 8 مستويات كما تظهر في الجدول التالي:
لو أردت تقييم وضعي مع هرم ماسلو و تحقق احتياجاتي من عدمها، لربما كانت كالتالي:
- الحاجات الفسيولوجية: لا مشاكل بفضل الله. ربما عملية جيوب أنفية قريباً تجعل وضع التنفس والنوم بشكل أفضل.
- الحاجة إلى الأمان: شعور شخصي بالأمان المادي والنفسي بعد 20 عام مسيرة عملية، ولكن ليس سراً أن الأحداث وأوضاع المنطقة تجعل الواحد يجاهد نفسه لكي يقاوم الخوف ومقاومة فقدان الشعور بالأمان.
- الانتماء الاجتماعي: وضع مستقر ما عدا جانب الصداقات، أصبحت أجد في نفسي نفور شديد من صنع صداقات وعلاقات جديدة بسبب بعض المطبات والصدمات التي لم تكن متوقعة. أتمنى أن أستطيع في 2020 معالجة هذا الجانب بشكل ما.
- الحاجة إلى التقدير: أحمل تقدير للذات، وثقة ذاتية تكفي للمسير، شعور بالإنجاز، أكن الاحترام للآخرين (ممن يستحقه)، وأجده بالمقابل عند الآخرين ممن يحصل بيني وبينهم تواصل في المجال الرقمي أو في الواقع.
- الاحتياجات المعرفية: لا يزال لدي فضول و رغبة في الاستكشاف والتعلم، وبالتالي أرى أن احتياجي هذا متحقق. والفكرة هنا ليس بلوغ مستوى عالي من المعرفة، ولكن إبقاء جذوة الفضول والرغبة في التعلم والإقبال على القراءة والمعارف.
- الحاجة إلى الجمال والفن: أعتقد أنني متذوق جيد للجمال والفنون بكافة أنواعها، ربما الخروج للطبيعة بعيداً عن المدينة هو أمر احتاج ممارسته باستمرار.
- الحاجة لتحقيق الذات: معظم مشاريعي تدور في هذه المساحة سواءً عبر رواق أو غيرها. كما أنني متقبل بشكل جيد جداً لكل الحقائق التي فرضتها الحياة والواقع علينا، وأتعامل معها بأقل درجة من المقاومة.
- تجاوز الذات: يرى ماسلو أن أعلى مستوى للاحتياجات يتمثل في السمو الذاتي أو تجاوز الذات والذي ينطوي على مساعدة الآخرين في تحقيق الذات. أعتقد أنني أؤدي جهد لا بأس به هنا.
بشكل عام، أشعر أنني أحقق درجات جيدة جداً بالنسبة للاحتياجات بناءً على هرم ماسلو (مثلك عزيزي القارئ ومثل الكثير، ولكن قليل منا الشاكرون). فلماذا هذا الشعور بالتعب والإرهاق؟ ببساطة هو نتيجة السعي لتحقيق هذه الاحتياجات. ومن يسعى لتحقيق ذاته، عليه أن يتقبل ضريبة ذلك، وأهلاً وسهلاً بها من ضريبة..